قد يتفق الكثيرين من ابناء شعبنا أن المجتمع الاشوري الذكوري النزعة في معظم مواقف الحياة , قد طغت نزعته هذه في فلتة من الزمن الاغبر بصورة أو بأخرى على الامكانات والطاقات المضمومة والمعلنة على حد سواء عند المرأة الاشورية في مختلف المجالات . فصار البعض يمعـنون في الايغال في الممارسات الاجتماعية المتخلفة مستندين على ما ورثوه من أفكار لثقافة متخلفة ضمن المناخ الاجتماعي المفروض علينا في الوطن الام.ا هذا الطغيان لم يتوقف عند حد عدم الاعتراف بما متوفر من طاقات لدى المرأة , بل تعدى عند بعض العقليات الذكورية التي وجد التخلف طريقه لها وتعشش فيها الى ان يتعامل مع المرأة من خلال نظرة واثقة دونية متخلفة , نظرة عبودية وليس الاقرار على انها مشاركة متساوية في صنع الحياة . نظرة مجتمعنا المخفية الى المرأة لم تتعدى في ابعد الاحتمالات الى كونها طباخة ماهرة وغسالة مواعين وكنس وتنظيف وكأن عقد الزواج كان مكتوبا بحبر سري فيه عقد اخر لا يراه الا الزوج مكتوب تهانينا ايها الرجل لقد ربحت بقرة حلوب وطباخة كهربائية اخر موديل وغسالة مواعين غير مزعجة !!ا
هذا المنحى السلبي في تفاصيل الحياة اليومية للشعب الاشوري هي بضاعة فاسدة مستوردة من خلال التعايش والتداخل مع المجتمعات المتزمتة التي لا تعترف بحرية المرأة . ولان الموضوع فيه تراكمات سنين طويلة فأنسحب الموضوع بثقله على المرأة الاشورية لتتقبل مصيرها في ظل تخلف نظرة المجتمع بمساندة قوانين التخلف الحكومية التي تعطي كل الحق للرجل للتسيّد على المرأة وكأنها من الممتلكات , فسكتت مجبرة متقبلة مصيرها ولو لحين .ا
كنا قد نوهنا في كتابات سابقة بأن هذه النظرة المتخلفة للمرأة سيولد انفجار في العائلة والتي ستصيب المجتمع بأضرار بالغة لو أستمر صعود خطها البياني , هذا التخلف في التعامل مع المرأة الاشورية سيتراكم منتجاً رد فعل عنيف كأنفجار قنبلة تحطم كل شيء ضمن مديات الانفجار وساعتها لات مندم !!ا
فما يحدث للمرأة الاشورية التي غادرت الوطن مستقرة في المجتمعات الغربية في المهجر في ظل قوانين تساند استقلالية (الأنـا) التي بُنيت المجتمعات الغربية عليها في مسألة الحقوق والواجبات قد خلق في قناعات المرأة الاشورية بؤرا انفجارية أطاحت بشخصيتها السابقة ( لا لوم للمرأة هنا ) فهذا ما سيجنيه مجتمعنا الذكوري العقلية بتصرفاته ومواقفه ذي النظرة المتعالية الى جهود المرأة بعدم تثمينها مما يجعل اليأس يدب في شخصيتها الديناميكية فتضطر الى الانزواء وكأنها دعوة مجانية للرجل لاحتلال كل المواقع التي تسير دفة قيادة
المجتمع وهناك نساء من يستحقن الدور بدلا من الرجل لكفائتهن العالية .ا
أن عدم الحديث عن جهود المرأة وتثمين دورها الصعب جداً في العائلة والمجتمع الذي لا يتمكن ولا يتقن الرجل من أداءه هو من نتائج الاخطاء المتراكمة المرتكبة بحق المرأة الاشورية , ولهذا فأن أنقلاب الموازين وتغير ملامح الصورة في عيون المرأة وهي في ظل قوانين المجتمعات الغربية قد يجعلها بسهولة وتحت حماية قوانين دول المهجر في جعلها أن تتمرد على نفسها بقوة أعصار شديد لن تتمكن من السيطرة عليه , مما يجعل النتائج وخيمة بحق نفسها وعائلتها في بعض القضايا التي لسنا بصدد التعمق في شخصنة الحالات السلبية .ا
ما يواجهه مجتمعنا بصورة عامة من أفرازات غير مستساغة وفي نفس الوقت لا ينتبه الى ميكانيكية التوتر المتصاعد بين الرجل والمرأة أنما هي نتائج الخميرة الفاسدة التي دخلت في صناعة اجيالنا عبر الاتصال والتأثر بالمجتمعات التي تخاف المرأة ومن حرية المرأة وسلطة المرأة فأستنسخت أفكار العقليات المتخلفة دون مقاومة لضعف الوعي الاجتماعي لدى الكثيرين .ا
فما يتم انتقاده عبر أسقاطات موجّه فقط للمرأة دون الرجل هو من نتاج التزاوج الثقافي المتخلف لمن أحتل أرضنا وشعبنا وتداخل قسراً في تفاصيل حياتنا الاجتماعية المتطورة لالاف السنين منذ عهد الدولة الاشورية , وبما أن عجينة المجتمع الاشوري قد تم عجنها تاريخياً بنوعية خميرة أصلية طيبة مكتوب عليها (صنع في آشور) التي تأسس بموجبها مجتمعنا الاشوري فلهذا قد بقى شعبنا بصورة وبأخرى يتحدى عفونة الاحتلال الثقافي المتخلف من خلال الوعي الحقيقي بدور المرأة وليس لمجرد الكلام الفارغ لكونه يدرك تماماً بالمقارنة مدى رقي اخلاقيات المجتمع الاشوري التي ما زال مجتمعنا يسير وفقها طواعية دون التفكير ولو للحظة لماذا هذا الفرق بيننا وبين الاخرين؟؟؟
ومع ذلك لا يمكن أهمال تأثيرات التخلف المستورد الذي أستأنس له مجتمعنا الذكوري في مرحلة ما من تاريخ شعبنا المليء بالانكسارات والهزائم فكانت كافية بأن تطيح بشخصية المرأة القيادية في المجتمع الاشوري لا بل حتى في مواقع المجتمع القروي كانت المرأة الاشورية هي المسؤولة في قيادة العائلة والمجتمع والرجل دوره أنما كان محدوداً في امور أخرى في جلب القوت والتي كانت المرأة حتى في هذا المجال موجودة ومشاركة له في هذا الجهد أضافة الى القتال بجانب الرجل وفقاً لمتطلبات حماية العائلة والمجتمع من الغريب المحتل . وهذا يعني أن المرأة الاشورية كانت تشكل بجهدها في قيادة العائلة والمجتمع ما يقابل تسعون بالمئة من وجودها في المجتمع والرجل انما يشكل نسبة العشرة القليلة الباقية بجهوده .ا
في ظل أنعدام الاحصائيات الدقيقة والتي تمتلكها حتماً سجلات كنائسنا فيما يتعلق بالمشاكل العائلية يمكننا بدون تردد أن نستنتج من أن رسم خطوط البيانات السلبية مستمر بوتيرة متصاعدة ليس لاننا شعب يحب الانحراف والتمرد الفوضوي لاننا في حماية قوانين المهجر لا لا لا أبداً !! أنما لاسباب ذاتية لها تاريخ عميق معقدة متداخلة في تركيبة صناعة الشخصية الاشورية برمتها.. حق المرأة ودورها في المجتمع الاشوري لا مثيل له في كل مجتمعات العالم وهو أول شعب في التاريخ البشري جعل قيادة الدولة والمجتمع بيد المرأة لمعرفته بخصائص المرأة في القيادة المحنكة والعقلية التي ترى الصورة بكامل تفاصيلها افضل من الرجل . فالمرأة قد خلقها الله بمواصفات فسلجية وعقلية حيث جعلها تنمو عقلياً ونفسياً بسرعة أكبر من الرجل وهذا دليل كاف على أن المرأة ليست ناقصة الاهلية بل كل من يدعي هذا الامر هو من كان ناقصاً!!ا
فالمرأة الاشورية في حقيقة الامر ليست بمعزل عن ما يصيب حركة المجتمع الاشوري بحيث يتصور الرجل بانه الوحيد المعني بهذا التغيير وعليه ضبط أيقاعات حركة التغيير بما يجعله الآمر الناهي في السيطرة على مفاتيح المواقع التي تخص المرأة نفسها . هذا التداخل في مواقع المسؤولية الاجتماعية لا يعتبر مشاركة في عيون المرأة بل أحتلالاً رجولياً رغم ارادتها لمواقع مسؤولياتها في ادارة حركة المجتمع الاشوري حسب ارادتها الحرة التي تظهر فيها شخصيتها القيادية الا انه مع الاسف فأن الرجل يخاف ويرتعد في دواخله حينما يواجه المرأة الاشورية التي تكون بهذا المستوى من رجاحة في العقل وأول ما يصفها في عقله المريض بأنها (مسترجلة!!) وهذه الكلمة هي الاخرى بضاعة مستوردة مغشوشة يستخدمها الرجل دون وعي منه ودون ان يثني على قابليات المرأة الذاتية في السيطرة على حركة المجتمع برجاحة عقل كبير مستنير بثقافة وخبرة علمية وعملية .ا
الحواس الانسانية لدى الانسان الاشوري بفطرتها ونوعيتها الراقية الموجودة منذ زمن اجدادنا العظام والتي تشكل شبكة الاتصالات داخل مجتمعنا الديمقراطي بفطرته الديمقراطية والذي ينزع الى الديمقراطية بصورة تلقائية قد جعلت المرأة الاشورية أن تخترق وكما هو عهدنا بها مجالات الحياة وقد فرضت شخصيتها بقوة ووضعت بصماتها على مسيرة الاحداث .ا
المرأة الاشورية اليوم مطالبة اكثر ومن أي زمن ووقت آخر أن تكشف عن شخصيتها الحقيقية التي عرفناها وقرأنا عنها في التاريخ نظرأً للظروف الراهنة التي تمر بها أمة آشور ...فالمرأة الاشورية وللمرحلة الحالية والقادمة نريدها ان تعي دورها الكبير والعظيم في أن تلعب دورها التعبوي والقيادي في قيادة مسيرة المجتمع بالتركيز على مستلزمات نهضة أجتماعية قومية تضع الاساس الصحيح في التعامل مع المستجدات من الاحداث المتسارعة لخلق جيل مؤمن بهويته الاشورية وبشعبه ليرتقي شعبنا من خلال بصماتها على الواقع الحالي للاستعداد للذود عن الوجود الاشوري ضد اعدائنا التاريخيين .ا
لا بد للمرأة أن تفرض وجودها بما يليق بشخصيتها فترتقي بدورها الذي فقدته لعهود طويلة والذي انتهى عند اعداداً كبيرة من نسائنا لينتهي دورهم حيث الانزواء والقبول بالعيش على هامش التاريخ دون التأثير فيه .ا
على الرجل أن يفهم ويدرك في الظروف الراهنة حيث تسارع الاحداث يتطلب الاستعداد للاحداث القادمة لحاجة شعبنا الى كل الجهود وعدم اقتصارها على فئة معينة .. بأن ما نريده من المرأة الاشورية هو أن تستوعب وجودها في المهجر من اجل الاخذ بزمام الامور في قيادة المجتمع بعقلية راسخة متفتحة تعلن عن هويتها الحقيقية في رص الصفوف لتقوية أساسات البنى التحتية لمجتمعنا في المهجر لخدمة قضية شعبنا الاشوري وفي دورها في شحذ وأيقاد شعلة الحماس القومي والوطني عند الصبيان والفتوة والشباب والرجال بما يصب في معاني التحرر والانعتاق من العبودية بكل أشكالها المتخلفة وخاصة لما يجري لشعبنا في آشور المحتلة التي يرزح شعبنا تحت رحمة التخلف الاجتماعي للغير المفروض قسراً على شعبنا .ا
أضافة الى هذا فأن المرأة الاشورية بما تمتاز به من قدرات فأنها قادرة على وضع المجتمع برمته أمام الامر الواقع في احترام أحقيتها في أتخاذ القرارات بما يضعها أمام مسؤوليتها الحقيقية في لعب دورها كاملاً غير منقوصاً أو هلامياً يمكن اختراقه تحت أي ذريعة جاهزة للنيل من قدراتها الكفاحية التي ستلعب دورها الختامي في وضع بصماتها الاخيرة في تحرير آشور الارض المحتلة .ا
فبأشارة واحدة وبأصبع واحد من المرأة قد تضع الحرب اوزارها او قد لا تكن!!ا